حسن الطوّاب"، عميد الأطباء الشعبيين

حسن الطوّاب"، عميد الأطباء الشعبيين


الثلاثاء 01 كانون الأول 2009


"حسن الطوّاب" طبيب شعبي تجاوز عمره القرن من الزمن، ويقصده مرضى من دول عربية عديدة، الطبيب الأقدم في مهنة الطب الشعبي أو "الطب العربي" كما تسمى في المنطقة الشرقية في سورية. eSyria ذهب إلى منزله في قرية "البوليل" وأجرى معه هذا الحوار:


* بداية نحب أن نتعرف أكثر على "حسن الطوّاب"؟

** عمري 105 سنوات، ولي 10أبناء ذكور و 9بنات متزوج من ثلاث زوجات لم يبق منهن إلا واحدة عمرها حوالي 60عام، أكبر أولادي "دحام" مواليد1939 أما أصغر أولادي فهو "أمين" مواليد1983 والحمد لله شاهدت أحفاد أحفادي.

* كيف تعلمت الطب الشعبي؟

** لقد تعلمت القراءة والكتابة بمفردي بالاعتماد على الملاحظة، أما عن الطب فقد قرأت كتاب "الطب والرحمة والحكمة"، و كنت أؤمن بالتجريب وذلك باستخدام العقاقير التي أركبها على الحيوانات وعلى الشجر، فالذي ينجح أثبته أما الذي له ضرر استبعده، كما أني اعتمدت على الطب النبوي وعلى القرآن الكريم مثل استخدام العسل أو الرقية الشرعية أو حبة البركة الخ

* كيف تعالج بعض الأمراض المعروفة وخصوصاً المستعصية؟

** مثلاً "البرص" يزيله لحس الكلب الأليف لمنطقة الإصابة، بشرط أن لا تكون الإصابة وراثية
حسن الطواب وعلى يساره ابنه عصام واحد احفاده أثناء الحديث معه


أما "الثالول" فيزيله روح الخل المخفف بزيت الزيتون، والعلاج يكون يوم علاج يوم بدون علاج حتى الشفاء

ولعلاج "النفخة" نستخدم "جوزة الطيب" + "الحبة السوداء" + "التيهان" + "دم الأخوين" ، و"التيهان"هو عبارة عن حشرة مع بيتها الطيني بعد أن تموت ضمنه، وهذه مواد يعرفها العطارين.

* ما هي القاعدة الطبية الذهبية في رأيك؟

** أهم قاعدة في نظري أن كل إنسان طبيب نفسه، كل شيء يزعجه يتجنبه، من أطعمة "حاد، مالح..الخ" أو حالات نفسية مثل الانزعاج أو غير ذلك.

* هل بقي الناس يتعالجون عندك حتى بعد انتشار العيادات والمشافي في الريف؟

** نعم، وهناك حالات أثبت الطب الشعبي فيها نفعه اكثر من طب العيادات والمشافي، فأحد المرضى صار معه مرض مزمن بالرئة، فهو عندما يتقيأ تخرج منه قطع صغيرة من الرئة، وقد عجز عنها الأطباء، فعندما تطبب
حسن الطواب
لدي وصفت له مسحوق "حبة البركة" +"زهر الزيزفون"، وقد شفي من مرضه بعد أن عالجته.

وعن الطبيب الشعبي "حسن الطوّاب" أجرى eSyria عدد من اللقاءات:

السيد "عصام حسن الطوّاب" أحد أبناء السيد "حسن" قال: «إطالما كان أبي حازم بالتعامل معنا، ومنذ الصغر علمنا الاعتماد على النفس رغم غناه المادي، لكن ربانا أن نكون عصاميين، وكان عادل بالتعامل معنا، وقد وزع الإرث بالكامل وفق الشريعة الإسلامية لكل أبنائه الذكور والإناث».

العارفة "سعود الهيّال": «"حسن الطوّاب" من الرجال المشهود لهم بالذكاء وسداد الرأي، وحب الخير للآخرين».

مختار قرية "الطوب" "سعود المداد" قال: «لقد أنقذ هذا الرجل حياة كثير من البشر، وخلصهم من آلام كثيرة يجزيه الله كل الخير على أفعاله الكريمة هذه».

"أمين العكلة"، قريب "حسن الطوّاب" وأحد أهالي "قطعة البوليل" : «عرف عنه بامتهانه الطب العربي وممارسته
حسن الطواب أثناء الحديث معه
له على مستوى قرية "البوليل" والقرى المجاورة في زمن كان فيه الأطباء البشريين قليلي العدد، وكان هناك صعوبة في نزول أهالي القرى للمدينة لقلة المواصلات».

الأستاذ "محمود العلوان" مدير مركز ثقافي "قطعة البوليل": « في الماضي كان هذا الرجل بمثابة وحدة طبية متكاملة إذ كان الناس يقصدونه للعلاج بالعشرات يومياً، من قريتنا والمناطق المجاورة».